الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية إنتشار الفيروس الكبدي بين أهالي منطقة السعيدة والسلطات شاهد ما شافش حاجة..

نشر في  03 مارس 2015  (15:09)

تواصل جريدة الجمهورية متابعة الوضع الصحي بعمادة السعيدة التابعة لمعتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد بعد انتشار مرض الفيروس الكبدي والذي راحت ضحيته ندى ميساوي ذات 5 سنوات نتيجة الاهمال الطبي.

الفيروس القاتل يضرب الاطار التربوي، والأوضاع تتازم بعد انتشار القيروس الكبدي في الوسط المدرسي مؤخرا وإصابة 25 حالة في صفوف الأطفال، كما علمنا أن هذا المرض القاتل في توسع حيث تم اكتشاف حالتي إصابة في صفوف قيّمين بالمدرسة الاعدادية بالسعيدة أحدهما إسمها مولديّة الشايب  وإبنها الاكبر وهو ما أثار خوف عدد من العاملين بهذه المؤسسة ممّا أجبر عدد من الاساتذة الى التغيب خوفا من العدوة.

هذا وأكد عدد من متساكني عمادة السعيدة أن الاوضاع تسير نحو التأزم على جميع المستويات خاصة في ظل غياب مقوّمات العيش الكريم من ماء صالح للشراب وصحّة عموميّة.

 وقامت مكونات المجتمع المدني بالمدينة على ضوء ذلك، بالتحرّك للتحسيس بخطورة الوضع منذ بداية السنة الدراسية، إلاّ أنّه هناك تعتيم تامّ، خاصّة من طرف مديري المؤسّسات التربويّة الذين اتّهم البعض منهم بالضغط على التلاميذ حتّى لا يتحدّثوا عن الأمر.

يذكر أنّه سبق تسجيل حالة وفاة لطفل عمره أربع سنوات، لا يدرس، منذ شهر سبتمبر الماضي علما ان الفترة الاخيرة وبعد القافلة الصحية التي نظمتها الادارة الجهوية للصحة بسيدي بوزيد والتي ضمت فريق من حفظ الصحة والمحافظة على المحيط وتم خلال هذه الزيارة اكتشاف عدد كبير من الحالات في صفوف التلاميذ قارب 27 مصاب وباتصالنا بالمسؤولين تم نفي الخبر إلا أن أهالي التلاميذ أكدو الخبر وهو ما يبرر تكتم المسؤولين بالجهة عن نشر الخبر الصحيح.

ويُذكَر أنّ السيّد الطاهر الميساوي، مدير المدرسة الابتدائيّة بالغابة السوداء، رفض السماح لفريق اعلامي كان توجه بعد وفاة ندى ميساوي للتصوير داخل المدرسة ومعاينة مرافقها الصحّية. وهو ما يُعدّ مساً بالمبادئ دستوريّة كاللامركزية وحرية الاعلام والحق في النفاذ للمعلومة وتم آنذاك الاعتداء على صحفي ومراسل قناة حنبعل بالجهة، ولوْلا تدخل العقلاء لحصل ما لا يحمد عقباه.

وأكد الأستاذة والنقابية حوريّة الميساوي  لموقع "الجمهورية" أن الجهة تعاني من الجرائم خاصة في ظل غياب الأمن بالجهة مضيفة أن مركز الحرس الوطني بالسعيدة في أغلب الأوقات مغلق، معبّرة عن قلقها وخوفها خاصة من الجرائم التي تطال المؤسسات التربوية والتلاميذ.

واقع تعيس والتلاميذ من مقاعد الدراسة الى المقبرة على خلفية التهميش المتواصل للجهة التي تعيش أوضاعا مزرية وفي وقت إرتفع فيه حجم الجرائم يلجأ عدد من التلاميذ وخاصة الإناث الى قضاء اوقات فراغهم خارج المدارس يتجولون في الأراضي والأماكن النائية كما يلجؤون أثناء وقت الفطور إلى المقبرة بالجهة علّهم يجلسون في راحة لتناول وجبة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأما الذكور فمكانهم معهود، يجلسون فوق صخور بجانب الدكاكين أو تحت الأشجار وهم عرضة للتطرف والإنحراف وهذا ما عبّر عنه عدد من الأولياء بالسعيدة مطالبين السلط وخاصة الإطارات التربوية بالحرص على توفير قاعات لقضاء أوقات فراغهم وإستغلال الوقت في مراجهة دروسهم.

الـــدولة تحضــر وتغيــب بعد زيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الصحة سعيد العايدي إلى عمادة السعيدة مؤخرا والذي وصف الوضع بالمزري. توجهت الانظار الى هذه الجهة المحرومة إعلاميا خاصة إلا أنه بعد مرور بضع ايام من هذه الزيارة، تناسى الكل هذه المنطقة التي إجتاحها فيروس البوصفير القاتل الذي بدأت تتوسع رقعته الذي أصاب الكبار والصغار، ولعلّ الماء الملوّث هو من أهمّ أسباب انتشار العدوى. كما طالب الأهالي بتخصيص مصاريف زيارة رئيس الحكومة لوصل المدارس بشبكة المياه الصالحة للشراب.

وبالعودة لزيارة رئيس الحكومة للجهة علمت "الجمهورية" من مصادر مطلعة أن معتمد الرقاب توجه ليلة الاثنين وفي ساعة متأخرة أي قبل ساعات من وصول الحبيب الصيد إلى السعيدة لعدة اسباب تذكرنا بزيارة المخلوع التي يلمعون فيها صور المنطقة بالتجهيزات قبل وصوله. إذ أكد بعض العملة والمواطنين أنه قبل ليلة من زيارة رئيس الحكومة تم تعزيز مستوصف السعيدة بتجهيزات تم جلبها من المستشفى المحلي بالرقاب.

 وتساءل عدد من مواطني السعيدة وسيدي بوزيد عامة عن خبر مفاده أن عمادة السعيدة ستصبح معتمدية.. وهو مطلب اساسي من بين مطالب أهالي السعيدة في عديد الوقفات الاحتجاجية والمنابر الاعلامية بالجهة فهناك من يؤكد الخبر وهناك من ينفي باعتبار أن المنطقة صغيرة وليست مهيأة لتكون معتمدية ويبقى السؤال مطروح في إنتظار الإجابة عنه من طرف المسؤولين.

هذا ويتطلع أهالي السعيدة الى بصيص من الأمل قد يعيد رسم البسمة على شفاه صغيرة تتألم من المرض وشفاه كبيرة تبكي على الوضع المزري.

 

تحقيق منــــــير هاني